تاريــــــــخ المسيحيــــة في شمال افريقــــــيا


   + تاريــــــــخ المسيحيــــة في شمال افريقــــــيا الجــــــــزء الأول + 

نتيجة بحث الصور عن اقدم صليب مرسوم داخل  سمكة
إضافة شرح
أسلط الضوء على فترة عريقة من تاريخ المغرب القديم ابان الفترة المسيحية نتذكر عظماء الفكر الديني اللاهوتي الذين خلدوا بصمتهم واسمائهم على صفحات التاريخ تطوبهم الاجيال أبد الدهر .

     الارهاصات الأولى لتواجد المسيحية في المغرب القديم 


"وقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا" 
         


فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.



واستجابة لأوامر يسوع المسيح انطلق تلاميذته يجوبون أصقاع الدنيا مبشرين بالانجيل (البشارة السارة) متوكلين على الله فقط دون معين من حاكم ولا امبراطور ولا جيوش .
فكيف وصلت المسيحية الى شمال افريقيا ؟ ومن اوصلها ؟ وكيف انتشرت؟

ان وصول المسيحية الى شمال افريقيا تبقى ملامحه الاولى يكتنفها الغموض لانعدام وثائق وأثار تعود للفترة الاولى وتبرز المسيحية الى السطح عند ذكر اضطهاد17 جويلية 180م التي مس اثني عشرمسيحي في مدينة سكيلي بتونس حاليا 

هناك بعض النصوص تعطيني نظرة خاطفة عن كيفية وصول المسيحية الى المنطقة منها ماذكر في الكتاب المقدس في الاناجيل الازائية (1) 

" وفيما هم يسوقونه الى الصليب امسكوا رجلا من القيروان (2) اسمه سمعان

                                          + لوقا :23 26

"وسخروا واحدا من المارة ليحمل صليبه وهو سمعان من القيروان أبو اسكندر                     وروفوس

+مرقس 15 : 12+

نتيجة بحث الصور عن سمعان يحمل الصليب

وسمعان القوريني هذا هو رجل ليبي المولد من منطقة قورينه ويعد هو وابنيه من اوئل القديسين والمبشرين في شمال افريقيا وروما كما يورد لنا سفر اعمال الرسل نصا مفاده 

" وكان في الكنيسة التي في انطاكية بعض الانبياء والمعلمين وسمعان الذي يدعى نيجر ولوكيوس القيريني "    + سفر أعمال الرسل 13 : 1 - 2 +


يورد لنا هذا الاصحاح شخصية أخرى هو لوكيوس من قورينا هو كذلك وهذا يجعلني اعتقد دون شك أن المسيحية كانت منتشرة في منطقة قورينا ومابعدها بدليل نص أخر من سفر أعمال الرسل نفسه حيث جاء الاصحاح 11 العدد 20 مايلي 

" غير أنه كان فيهم قبرسيون وقيرينيون " 


وسفر أعمال الرسل يذكر لنا الاصحاح الثاني العدد عشرة مايلي : " ولما جاء اليوم الخمسون كان الاخوة مجتمعين معا في مكان واحد وفجأة حدث صوت من السماء كأنه دوي ريح عاصفة فملأ البيت الذي كانوا جالسين فيه ثم ظهرت لهم ألسنة كأنها من نار وقد توزعت وحلت على كل واحد منهم فامتلأ جميعا من الروح القدس و أخذوا يتكلمون بلغات أخرى مثلما منحهم الروح ان ينطقوا وكانت اوروشليم في ذلك الوقت مزدحمة باليهود الاتقياء من أمم العالم كلها فلما دوى الصوت توافدت اليهم الجموع وقد أخذتهم الحيرة لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته واستولت الدهشة عليهم فأخذوا يتساءلون ( أليس هؤولاء المتكلمين جميعا من أهل الجليل ؟ فكيف يسمع كل واحد منا لغة البلد الذي ولد فيه فبعضنا فرتيون وماديون وعيلاميون وبعضنا من سكان مابين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبيا المواجهة للقيروان


نتيجة بحث الصور عن تكلم تلاميذ المسيح بلغات مختلفة

بل ان القديس مار مرقس أحد كتاب الاناجيل الاربعة واولها واكثرها مصداقية هو من مواليد مدينة قوريني ويعد من الرسل السبعين الذين اختارهم المسيح للكرازة وهو أول من كرز بالانجيل في مصر وفي ليبيا حسب ماجاء في موسوعة أباء الكنيسة وقد كتب انجيله في الجبل الاخضر شرق ليبيا باحد كهوفه بليبيا حاليا وينسب له واد اسمه واد الانجيل او واد مرقس 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نص‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

كما تشير الموسوعة الى شخص أخر قام بالتبشير في المغرب القديم وهو القديس سمعان القانوي أو سمعان الغيور الذي بشر في قرطاج وبريطانيا 

ومنه أخلص الى نتيجة هي أن دخول المسيحية كان باكرا الى المغرب القديم في القرن الاول للميلاد وفي حياة يسوع المسيح نفسه , وهذا مايؤكده ابن خلدون فيقول 

"وعند علماء النصار أن الدي بعث من الحواريين الى رومة بطرس ومعه بولس من الاتباع ولم يكن حواريا والى أرض السودان والحبشة ويعبرون عن هذه الناحية بأرض التي تأكل أهلها والناس متى العشار , واندراوس الى أرض بابل , والمشرق توماس , والى أرض أفريقية فيليبس , والى أفسس قرية أصحاب الكهف يوحناس , والى أرض العرب والحجاز برتلماوس , والى أرض برقة والبربر شمعون القناني "

فابن خلدون في كتابه ديوان المبتدأ والخبر يورد لنا رسولين الى بلاد المغرب فيليبس الى افريقية  و شمعون القناني الى برقة  والبربر  

كما نفهم من كلام ترتليانوس ان المسيحية في زمنه كانت منتشرة جدا بين قبائل المور والجيتول فيقول : 



لكن لا يجب ان يفهم أن كل سكان المغرب القديم استقبلوا المسيحية بذراعين مفتوحتين وبالورود فقد كان لها اعداء ذائعوا الصيت مثل المحامي المشهور ابن سيرتا (3) ماركوس كورينيليوس فرونتون 

المحامي فرونتون 

وجاء في قصة الحضارة لويل ديورانت كيف كان السكان يسخرون من معجزات يسوع المسيح ويعتبرون الكاتب الروائي والطبيب لوشيوس ابوليوس انه اكثر اعجازا من المسيح 


وتذكر لنا المصادر ان المسيحيين تعرضوا لاضطهادات مروعة  في عهد بعض الاباطرة امثال سبتيميوس سيفيروس وماركوس اوريليوس وفاليريانوس ودقليديانوس الذي يعتبر عهده ذروة القمع وجاء ذكر اول اضطهاد في المغرب القديم  سنة 180 م كما اسلفت الاشارة وراح ضحيتها 12 مسيحيا 7 من الرجال و5  من النساء وتمت محاكمتهم بحضور الوالي ستورنينوس  والقصة مذكورة بتفصاليها في كتاب روبن دانيال " التراث المسيحي في شمال افريقيا " صفحة 113 لمن يريد الاطلاع اكثر 

وخلدت لنا النصوص قصة الجندي النوميدي التيفيستي ماكسيميان سنة 295 م الذي اعدم لرفضه الخدمة العسكرية حيث قال : لا يمكن ان اعمل في الجندية , لا يمكن ان اعمل شرا فأنا مسيحي .

وسأجعل الجزء الثاني خاصة بالاضطهادات التي حصلت للكنيسة والاباء الكنيسة الافريقية مع تعريف بسيرتهم الشخصية . 





  1. الاناجيل الازائية : وتعرف كذلك بالانجيل السنوبتية القانونية الثلاثة الاولى وهي انجيل مرقس ومتى ولوقا وجاءت بسرد واحد لسيرة المسيح يمكن مقارنته بوضعها في خانات ازاء بعضهم البعض 
  2. القيرواني : وهي خطأ في الترجمة والاصح منها كلمة القوريني وهي منطقة بليبيا الشرقية وتسمى حاليا شحات 
  3. سيرتا : او كيرتن او قسطنطينة هي مدينة في شرق الجزائر وتعرف حاليا باسم قسنطينة تعد عاصمة المملكة النوميدية الموحدة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنجيل برنابا ــ تعرف على حقيقة إنجيل برنابا