إنجيل برنابا ــ تعرف على حقيقة إنجيل برنابا
28- 09 - 2019
إنجيل برنابا ــ تعرف على حقيقة إنجيل برنابا
اكتشفت النسخة الايطالية الاصلية لانجيل برنابا حسب ما يروى من طرف الراهب الايطالي مار مرينو في مكتبة البابا سكتس الخامس (1585-1590) اثناء زيارته لهذا الاخير وهي مكتوبة باللغة الايطالية المحلية وقد عثر على هذه النسخة "السيد كريمر " أحد مستشاري ملك بروسيا سنة 1709م. ثم انتقلت النسخة إلي مكتبة البلاط الملكي في فيينا وهى ما زالت محفوظة في المكتبة القومية في فيينا بالنمسا تحت رقم 2662، وأمكن تحديد زمن كتابة هذه النسخة بعد ان خضع الى الدراسة من قبل المختصين الى منتصف القرن الخامس عشرللميلاد.
و قام بترجمة انجيل برنابا الى اللغة الاسبانية شخص يدعى مصطفى العرندي والذي حكى قصة اكتشاف هذا الانجيل من قبل الراهب السالف الذكر ثم ترجم الى اللغة الانجليزية من قبل المحقق لوسندال راغ نائب مطران الكنيسة الانجليزية وعقيلته لورا راغ وعن ترجمتهما نقله للعربية الدكتور خليل سعادة سنة 1908 م ان القارئ لهذا الانجيل المنسوب للقديس برنابا احد تلاميذ المسيح الاثنين والسبعين متجردا من عاطفته الدينية وخلفيته الاجتماعية سيصل الى نتيجة منطقية وهي أن كاتب هذا الانجيل هو شخص مسلم متعمق في الثقافة الاسلامية والصوفية منها بالذات حتى ليخيل للمرء انه يقرأ كتاب من كتب الحديث أو السيرة النبوية وطبعا سأعرض كل الادلة على ذلك لهذا ويحمل انجيل برنابا مخالفات كثيرة ضد العقيدة الاسلامية مما ينكرها المسلمون انفسهم لهذا وجب على كل مسلم ان يرفضه ان كان مخلصا في تدينه .
* أولا : الفهم الاسلامــــــــــــي لكلمة ابن الله *
يشنع مؤلف انجيل برنابا على كلمة ابن الله من بداية انجيله الى ختامه فيقول :
وطبعا هذا يوافق تماما المفهوم الاسلامي الخاطئ لكلمة ابن الله
فهل هذا ما يقوله المسيحيون ؟ وما يقصدونه بلفظة ابن الله ؟
يجيب البابا شنودة على هذا السؤال في كتابه لاهوت المسيح : بأن ابن تعني عقل الله
ويعطينا الواعظ صادق الياس معاني أخرى لكلمة ابن الله في كتابه : ما معنى أن يسوع المسيح هو ابن الله
ويقول في الفصل الثالث أن كلمة ابن الله تعني مثل الله و المساوي والمعادل له والكثير من المعاني
وهذا ما يؤكده القمص زكرياء بطرس في كتابه المسيح ابن الله
و جاء في كتاب لاهوت المسيح لجوش ما كدويل و بارت لارسون مايلي :
ولمزيد من التوضيح يمكنكم الرجوع الى شرح الاخ وحيد على هذا الرابط
وايضا حلقة الاخ رشيد في برنامج سؤال جريئ على هذا الرابط
فكيف يخطئ برنابا تلميذ المسيح في فهم كلمة ابن الله ؟ والتي استعملت منذ القرن الاول للمسيح بل وفي حياته ؟ فان اول من فهم هذا الفهم هم المسلمون بعد 7 قرون من رفع المسيح .
وحول نفس النقطة يقول برنابا ان الاختلاف في أمر المسيح بدأ في حياته وهذا نص كلامه :
اذن فبرنابا يؤكد في العديد من فصول انجيله ان الاختلاف حدث مرارا في حياة المسيح وانه تمكن من انهائه وأظهر حقيقته لهم لكن في كتب المسلمين أجد النقيض من ذلك فهذا الشيخ الشعراوي يقول في كتابه قصص الانبياء أن هذه المقالة لم يقلها أحد الا بعد قرون من موت المسيح:
وهو نفس ماقاله ابن القيم الجوزية في كتابه هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
افتح قوس هنا لأقول أن الشيخ الشعراوي بكلامه هذا يبرأ الرسول بولس من تحريف المسيحية التي ألصقت به وكذلك العلامة ابن القيم الجوزية عكس الدكتور محمد احمد محمد عبد القادر الذي يتهمه مباشرة
وقصة برنابا تخالف الاناجيل الاربعة التي تقول أن اليهود أرادوا رجم السيد المسيح عندما قال أنا والآب واحد فلم يقبلوا كلامه مطلقا وقد طلبوا قتله بناءا على هذا القول
ونرى سبب استمرار رفض اليهود الايمان بالمسيح كمسيح ومخلص انكارهم لقوله انه الله او ابن الله فكيف يقول برنابا أنهم أمنوا به كاله وسجدوا له ؟
هناك نقطة اخرى تخص قصة اختلاف الناس في شأن المسيح هي أن هذه الرواية هي رواية اسلامية بامتياز لنقارن كلام كاتب انجيل برنابا مع كلام العلامة ابن كثير في كتابه قصص الانبياء :
نفس القصة بحذافيرها حتى ترتيب أقوال الناس في المسيح
1- قول الناس ان المسيح هو الله
2- قول الناس ان المسيح هو ابن الله
3- قول الناس ان المسيح هو نبي ورسول
فهل هذه صدفة ؟ هل ابن كثير نقل عن برنابا ؟ أم العكس ؟
* ثانيا تناقض انجيل برنابا في دعوة عالمية رسالة المسيح *
جاء في انجيل برنابا أن المسيح أرسل للناس كافة فيقول :
موافقا كلامه كلام الامام البخاري في صحيحه فهل هذه صدفة ؟ أم أن البخاري نقل عن انجيل برنابا ؟؟
* ثالثا: ذكر النبــــــــــي باسمــــــــــــــــــــه *
أكثر كاتب انجيل برنابا من ذكر اسم النبي محمد اخذ جزءا منها حيث يقول
ومخالف للقران الذي يقول على لسان المسيح (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) سورة الصف الاية 6
اذن المسيح نطق باسم أحمد وليس محمد كبشارة ومرة واحدة بينما انجيل برنابا يبالغ في ذكر محمد حتى جعل المسيح رسولا له وجاء لأجل أن يعد له الطريق .
ومن المخالفات أيضا للقران حول هذه الآية بالذات هو قول كاتب انجيل برنابا أن المسيح يعترف بتحريف التوراة لنقرأ ماقاله :
لنقـارنــــه الآن بكلام القـــــــــــــــــــــــران
هذا هو ايمان المسلمين والقران في المسيح فهم يقرون بأنه لم يخالف التوراة التي بين يديه وهي نفسها التي بين أيدينا اليوم .
*ذكر اسم النبي على عرش الله وأبواب الجنة*
ويستمر المسيح في انجيل برنابا في ذكر اسم النبي محمد فيقول ان الله كتب اسم نبيه العظيم على ابواب الجنة و الهواء وهذا الكلام نجده في الكتب الاسلامية والصوفية منها على وجه الخصوص التي تؤمن بهذه الاحاديث بمختلف طرقها لنقرأ ماقاله المسيح في هذا الانجيل
هل يؤمن كاتب انجيل برنابا بعقيدة الخلاص من الخطيئة الاصلية ؟ عن طريق النبي محمد المخلص ؟ بدل المسيح يسوع المخلص ؟
أي خلاص يقصده ؟ والنبي محمد نفسه يقول (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ)
لنرى الآن الاحاديث المطابقة لانجيل برنابا في الكتب الاسلامية
*الله من سمى محمد بهذا الاسم *
يقول برنابا في انجيله أن الله هو من سمى محمد بهذا الاسم وهو نفس ما موجود في الكتب الاسلامية الصوفية
* رابعا خلق روح النبي قبل كل الموجودات *
يواصل برنابا سرد التعاليم الاسلامية الصوفية حيث نرى انجيله يزخر في العديد من الاصحاحات بفكرة خلق روح النبي محمد قبل كل الموجودات بل ان الكون وجد لاجله كما سنرى :
وهذا ما يسميه الصوفية "بالحقيقة المحمدية " التي تعد ركيزة مذهبهم بمختلف طرقهم وفرقهم واليك ايها القارئ الأدلة على هذا من كتب القوم المعتمدة
وكلامهم هذا يتوافق مع ما جاء في انجيل يوحنا الاصحاح الاول عدد خمسة عشر
والحقيقة المحمدية تقودنا مباشرة الى عقيدة صوفية مكملة لها هي وحدة الوجود والاتحاد مع الله وأيضا فلسفة الفيض المحمدي هذا ماعثرت عليه في انجيل برنابا بشكل واضح دون أي غموض في النص التالي
ونجد هذا القول عند الحلاج في شعره:
أما البيت الثالث فيذكرني بقول المسيح في الانجيل : من رأني فقد رأى الآب
اما الفيض النبوي فهو اعتقادهم ان روح النبي فاضت فخلق منها كل الانبياء ومنها استمدوا نبوتهم ومعجزاتهم وهذا ماوجدته في انجيل برنابا
يقول قابل الرسول وكل الانبياء قابلوه بمعنى قابلوه في عالم الارواح وقوله ان روحه تعطى للانبياء تعني من فيض روحه اصبحوا انبياء واعطوا الآي وهذا ما يقابله عند الصوفية الآتي :
ونرى التيار السني السلفي يستنكر هذا الكلام ويستقبحه
ابن تيمية شيخ الاسلام يرفض الاعتراف بخلق روح النبي وأنها أول الموجودات
*خلق الكون لأجل النبي محمد *
يردد برنابا عبارة خلق الكون لاجل محمد في كثير من اصحاحات انجيله كما بينت
اليكم مايقوله الصوفية في هذا الامر وتزخر امهات كتبهم وقصائدهم بهذه العقيدة
ابن الفارض |
يقول ابن الفارض شاعر الصوفية :
لولاك يا أحمد المحمود ماطلعت شمس ولم تخرج الدنيا من العدم
هذه عينة من ما يعتقده الصوفية في النبي محمد وهي مطابقة تماما لفكر انجيل برنابا
لنرى الأن رد التيار السني السلفي على هذا الكلام
هل نقول أن المسيح نطق كفرا ؟ هل جدف على الله وهرطق بهذا الكلام الذي قاله ؟؟
ولمن يريد الاطلاع اكثر فعليه بهذا الكتاب المكون من ثلاثة أجزاء
مظاهر الانحرافات العقدية |
*خامسا قصص وعقائد اسلامية *
*رواية الملكان الحارسان للانسان*
لنرى الآن بعض النصوص الاسلامية
وهذا الايمان تشترك فيه كل المذاهب الاسلامية
التفسير الصوفي |
* قصة النبي ابراهيم *
القارئ لقصة النبي ابراهيم في انجيل برنابا سيظن نفسه يقرأ من القران الكريم وكتب السيرة وذلك لتطابقها التام مع الرواية الاسلامية مخالفا بذلك التوراة المقدسة المعروفة والمشهورة أيام السيد المسيح له كل المجد وساخذ من قصة ابراهيم المقتطفات المتطابقة للاسلام والمناقضة للرواية التوراتية .
هل تقول التوراة هذا الكـــلام ؟
* قصة الموعد باسحـــاق أم باسماعــــــــــــــــــــــــــيل*
هذا الصراع العربي الاسلامي - اليهودي الاسرائيلي ظهر بعد الاسلام وليس قبله
* قصة النبـــــــــــــــي ادم *
وهي نفسها القصة الاسلامية فيروي سجود الملائكة لادم باستثناء الشيطان وكيف اغواه هو وحواء وعقابهما وهذا مما لا نجده في المسيحية ولا في التوراة
هل أوردت التوراة التي بين يدي المسيح هذه الحكاية ؟؟
* قصة النبــــــي نـــــــــــــــــوح*
ورد في قصة نوح بانجيل برنابا أن الناجين مع نوح عددهم 80 نفســـــــــا
نفسا مثلما يذكر المفسرون المسلمون
بينما لا تذكر التوراة الا نوحا وابنائه ونسائهم
*الشيطــــان واللـــــــــــه*
جاء في انجيل برنابا أن أن الشيطان يضع لجامه على كل انسان استجاب له وهو هنا استعمل نفس تعبير القران لنقرأ اولا ما جاء في هذا الانجيل :
لنقارنه الان بالنص الاسلامي :
*ضرب الامثال القرانيــــــــــــــــــة *
يستعمل برنابا الامثال القرانية وتعابيره في صياغة الفكرة لهذا نجد الروح الاسلامية تغمر هذا الانجيل لاحظوا هذا المثل بين القران وبين هذا الانجيل :
* طي السمــــــــــــــاء*
تتواصل الامثال القرانية ورودا في انجيل برنابا فلنرى معا
* الشفاعــــــــــــة*
أورد برنابا حديث شفاعة النبي محمد وأنه الوحيد الذي سيشفع في الناس وكل الانبياء يرفضون بما فيها هو وهو ماموجود في الكتب الاسلامية
*قصة أكل أدم للحنطـــــــــــة*
وأكل ادم للحنطة مما لم أقف عليه في النصوص الاسلامية ولا النصوص المسيحية واليهودية انما وجدت ذلك في روايات ديانة الطائفة الأيزيدية بالعراق
*سادسا العناصر الاربعة المكونة للانســـــــان *
يقول برنابا في انجيله مايلي:
* سابعا الجنة والفردوس والملكــــــــــوت*
ان الجنة التي يصفها برنابا هي جنة اسلامية بامتياز حتى لفظ الجنة يختلف بين الديانتين فهل مصطلح الجنة في المسيحية بقصد منه جنة الخلد الاسلامية ؟
لنرى اولا الجنة عند برنابا ومقصوده منها :
واستعمل لفظة الجنة كمرادف لكلمة ملكوت السماوات
لكن في المسيحية الامر مختلف فالجنة ليست هي الفردوس وليست هي الملكوت لنرى ماقاله الموقع المسيحي الكاثوليكي المسمى باسم البابا فرنسيس
فالموقع يقول باختصار مايلي : الجنة : وهي جنة عدن الارضية التي خلقها الله لادم ووضعه فيها قبل ان يطرده منها بعد ان عصاه .
الفردوس : وهي مكان اجتماع الارواح الصالحة على رجاء القيامة بالمسيح يوم الدينونة ويقابله البرزخ عند المسلمين
الملكوت السماوي : وهي الابدية حيث يعيش الفائز مع المسيح و العذراء والقدسين حياة روحية للابد ويقابلها الجنة في الاسلام
ونفس الكلام في موقع الانبا تكلا هيمانوت
اذن فالجنة ليست هي ملكوت الله وهذا ما أكده البابا الراحل شنودة الثالث
فجنة برنابا هي جنة اسلامية وليست جنة مسيحية أبدا
نأتي لنقطة اخرى وهي الجنة الحسية في انجيل برنابا وهي تطابق تماما الجنة الاسلامية عكس الملكوت السماوي في المسيحية والتي تكون روحية فلا تزاوج فيها ولا أكل ولا شرب لنرى ماقاله برنابا
يتفق انجيل برنابا مع العقائد الاسلامية اتفاقا تاما فيما يتعلق بالحياة بعد الموت .
*ثامنا النبــــــــــــي محمد رب داوود*
هذا حرفيا ماقاله المسيح حسب رواية تلميذه برنابا اذ اسقط نبوءة او كلام داوود على النبي محمد
*تاسعا وصفه للنبي محمــــد بالمخبــــــــــــول*
هل هناك من يقبل ان يوصف النبي بهذا الوصف حتى لو كان عن غير قصد ؟
*عاشرا المسيح والاضطهادات*
يقول المسيح انه عليه ان يتحمل اضطهادات كثيرة سيتعرض له
والسؤال الذي يطرح نفسه أين هي هاته الاضطهادات التي تكلم عنها ؟ فلن يجد القارئ اي اضطهاد حقيقي تعرض له بل ان الذي تعرض للاضطهاد هو تلميذه يهوذا الاسخريوطي
* أحد عشر : الله في كل مكـــــــــان*
الله في كل مكان هذه هي عقيدة برنابا والمسيح ومعروف انها توافق العقيدة الاشعرية ومخالفة للعقيدة السلفية الحرب بين الفريقين لاجل هذه المسألة لازلت لليوم ويكفرون بعضهم بعض لاجلها .
ابن باز يحكم على المسيح بالكفر لانه قال الله في كل مكان
اما ابن خزيمة فقد افتى بقتل من يكون ان الله في كل مكان بذاته .
والمسألة معقدة وطويلة تدخل في علم الكلام وليس مكانها هنا .
* ثاني عشر : مصطلحات وأشياء لم تكن زمن المسيـــح *
يذكر مصطلح الفقهاء وهذا مصطلح اسلامي كذلك ان شاء الله والجمهوريين وهذا المصطلح لم يكن متداولا وقتها - يوم الدين
*انجيل المسيــــــــــــــح *
هذا الانجيل الذي يتحدث عنه برنابا ويقول عنه المسيح انهم سيحرفونه كما هو موضح
يقول المسيح انهم سيحرفون انجيله وبعدها في الفصل 168 يسأله بطرس :هل ماتتكلم به الان صادر عن ذلك الكتاب ؟؟؟؟ وهذا يعني أن التلاميذ لم يروا انجيل المسيح بأعينهم ولا اطلعوا عليه ولا هو اظهره لهم لهذا يسأله بطرس مرة اخرى : أمكتوب فيه مجد الجنة ؟ فلماذا لم يعطهم المسيح الانجيل ؟ وكيف سيحرف كتاب لم يره احد ؟
كاتب انجيل برنابا مسلم صوفي هذا ماتوصلت اليه
تعليقات